موقع الصحفي فادي أبو سعدى

عامان انقسام كي نتذكر أننا تحت الاحتلال!

فادي أبو سعدى

عامان كاملان ولم يبقى أحد إلا وناشد وكتب بوجوب إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني، عامان ونحن نقول لقد خسرنا كل شيء فيما ربح الاحتلال كل شيء هو الآخر، ولم يستطع احد منهم تذكر الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على صدورنا ليل نهار، على الأرض وفي الهواء والماء وفي كل ما نملك، هذا إن بتنا نمتلك شيئا!

عامان مرا منذ الانقسام، وتسعة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، التي شاهدنا نفس صورها صباح الأحد اثر محاولة اليهود المتطرفين اقتحام المسجد الأقصى، عامان كلفا خالد مشعل ليتذكر خلال حديث له ليل الاثنين أننا لا زلنا تحت الاحتلال، داعياً فتح والفصائل الفلسطينية لطي صفحة الماضي للتصدي لما أسماه "المعركة مع "العدو" الإسرائيلي وحق العودة والقدس واللاجئين"!

مشعل نفسه الذي قال قبل أيام من الخرطوم أن "غزة رغم الحصار تصنع وتشتري وتهرب السلاح" فيما يبدو أنه تغير جذري لمبدأ المقاومة في العالم، وكأن حماس وعلى رأسها مشعل أعلن انتقال المقاومة من مبدأ السرية التامة إلى العلن! ومنذ متى تصرح المقاومة عن نفسها فيما يخص السلاح؟ وأين هي هذه المقاومة التي تصنع وتهرب وتشتري السلاح؟

غريب أمر الساسة، وعلى الأغلب في بلادنا فقط، فعلى قطعة الأرض الصغيرة التي تسمى فلسطين، حتى وإن تحدثت عن فلسطين التاريخية التي بات الجزء الأكبر منها إسرائيل والفتات الباقي ضفة وغزة، اعتقد المسيطرون على غزة أنها دولتهم، وأنهم حرروها من الاحتلال لشراسة المقاومة فيها، واستغرقهم الأمر عامين كاملين كي يتذكروا إخوانهم الرازحين تحت الاحتلال، بعد الانتهاء - على ما يبدو - من ترتيباتهم الخاصة بهم هنا وهناك.

الأكثر غرابة هو أين كان "العدو الإسرائيلي" كما أسماه مشعل خلال العامين الماضيين؟ وأين كانت القدس ومقدساتها والأقصى الذي يتهدده الخطر من كل حدب وصوب؟ وأين كان اللاجئون وحقهم في العودة الذي يتغنى بهم مشعل في كل محفل بينما هم في الحقيقة ليس لهم إلا الله عز وجل!

مصدر مسئول في حركة "حماس" كان قد قال لمراسل "العربية.نت" في القاهرة "أن أبرز نقاط عرقلة الاتفاق مع فتح الآن هي مسألة المعتقلين السياسيين"، طيب لا مشكلة في ذلك لكن أين كان آلاف الفلسطينيين في سجون الاحتلال عن بال حماس خلال العامين الماضيين؟ لكن يبدو أن ضيافة شاليط كانت كفيلة بتغيير موازين اللعبة!

بالرغم من ترحيب فتح بما أسموه "اللهجة التصالحية" لمشعل لطي الماضي إلى أننا نحن "الشعب" لم تعد تكفينا اللهجة مطلقاً وبتنا على قناعة تامة بأن ما يسمى المصالحة لم تعد صالحة ذلك أن ما تركه الانقسام في قلوبنا من أثر سيء أفقدنا الثقة بساسة البلد وتحديداً بلدنا فنحن فقط من دفع الثمن، ولسنا على استعداد لدفع ثمن مصالحة جديدة قد تجر علينا ويلات أخرى، والله أعلم.