موقع الصحفي فادي أبو سعدى

لا تذهب يا سولانا!!

فادي أبو سعدى

كم تمنيت منذ صغري بدراسة مادة تقودني للعمل في السلك الدبلوماسي، ذلك لأنني أحب أن أحمل رسالة بلدي إلى كل الدنيا، ولكن ذلك لم يحصل، ولكن اليوم تمنيت فعلاً لو أنني دبلوماسياً للتحدث إلى خافيير سولانا، بعد أن علمت أنه سيذهب للالتقاء بوزيرة الخارجية الاسرائيلية في بلدة سديروت.

فإن كنت يا سيد سولانا، قد أجبرت على الذهاب إلى هذه البلدة التي هي على مرمى صواريخ المقاومة، وأرادوا منك التواجد هناك ليقولوا لك كم أن الفلسطينيين "إرهابيين"، وإن كانت هذه البلدة تقصف بصواريخ فلسطينية، فأنا على يقين بأنك تعلم بما يتعرض له الفلسطينيون عندما تقصفهم إسرائيل بكل أنواع الأسلحة.

وإن كانوا قد أرادوك أن تكون هناك وتصبح شاهد حي على ما يجري، فإنا أيضاً على يقين بأنك تعلم السبب الحقيقي لما يجري، وهو أننا لا زلنا تحت الاحتلال الإسرائيلي، وقد عشنا ذكرى النكبة 59 قبل أيام معدودة فقط، فهل تذكر ذلك!.

واسمح لي يا سيدي طالما وافقت على التوجه إلى هناك لأن إسرائيل معروفة بذكائها الدبلوماسي، فهل ستوافق على الالتقاء برئيس وزرائنا إسماعيل هنية الذي ترفضون التحدث إليه في غزة؟ أو وزير الخارجية الذي تتحدثون إليه في بيت حانون بالقطاع؟ أكاد أشك في ذلك!!.

لماذا يا سيد سولانا تقبلون على أنفسكم أموراً من طرف معين، وترفضون نفس الأمور من طرف آخر؟ لماذا وافقت على الذهاب إلى هناك، ولم تقبل بالذهاب إلى غزة ولو للتجول في الشوارع؟ أعرف يا سيدي كم تكرهون في أوروبا بسماع مصطلح "المعايير المزدوجة" ولن أستخدمه أبداً، ولكن هل لك أن تقل لي ماذا يعني ذلك؟

لو كنت دبلوماسياً واستطعت التحدث إليك قبل هذه الزيارة، لنصحتك بعدم الذهاب... ولو كنت دبلوماسياً لفعلت كما فعل الإسرائيليون وطلبت منك الالتقاء بي في غزة... ولو كنت دبلوماسياً لذهبت إلى مقر الاتحاد الأوروبي للتحدث إليكم عن كل الأخطاء التي ترتكبونها بحقنا نحن الفلسطينيين... إن ما تفعلونه يا سيدي ليعتبر خطأ جسيم.

كم ارتحنا يا سيدي عندما علمنا أنكم من يقود قضية ما يسمى بالسلاح النووي في إيران، لأن دبلوماسيتكم أفضل بكثير من الأمريكيين، وكم ناديناكم للتدخل بدبلوماسية في قضيتنا لأننا بحاجة إلى طرف لا يشكل حليفاً لنا، ولكن طرف نزيه بعدما فقد الأمريكيون ذلك... فهل من مجيب!!.

لماذا يا سيدي اتخذتم مثل هذا الموقف؟ بكل الأحوال، وددت ولو للحظة أن ألعب دور دبلوماسي فلسطيني وأنصحك بمراجعة قرارك، وإن كان لا مفر من تنفيذ ما يريده الإسرائيليون منك، ففكر ولو لوهلة ماذا عنا نحن الفلسطينيين، وهل ستستطيع تبرير عدم قدومك إلى غزة على أقل تقدير!!