موقع الصحفي فادي أبو سعدى

إلى أين المسير!

فادي أبو سعدى- وعاد حمام الدم الفلسطيني ليُصاب بنزيف حاد، وليسقط ستة شهداء فلسطينيين، خلال أربع وعشرين ساعة فقط، مناصفة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، عبر اغتيالات، وقتل بدم بارد، وهي ذات الأساليب التي عرفناها من الاحتلال الإسرائيلي، لكن الأمر لا يبدو صدفة هذه المرة لا بالطرق ولا حتى في التوقيت، فالدلالات كثيرة جداً.

لنبدأ بأنفسنا، فأكثر ما صدر عنا يقول بأن هذا الوضع قريب من فقدان السيطرة عليه، كما صدر بيان رسمي من جهة أخرى يقول "نُعلمكم رسمياً بالسيطرة على الطائرة الإسرائيلية التي سقطت في غزة"، وفي كلا السيطرتين لا أحد يعلم عن أي سيطرة يتحدثون، على الأرض ليس لهم، أو على كومة خردة من الحديد ليس إلا.

 فلسطينياً كذلك، لم يبقى من الأرض شيئاً يذكر بينما نواصل المفاوضات دون جديد، ووصلت البلاد إلى أقسى حالاتها من "الضيق" الاقتصادي بعد السياسي، والكثير من حالات قتل النساء، وانتشار آفات كثيرة في المجتمع "المحافظ" أهمها المخدرات، وما لها من تأثيرات كارثية على حالتنا.

المشكلة تكمن في أن جميعنا يعلم، وليس فقط للأسف، بل وبكثير من الألم، بأنه ورغم كل تجارب النضال، والمقاومة، والمفاوضات، لا نملك استراتيجية واضحة، لا للفترة الراهنة، ولما لما بعدها، ولا حتى للمستقبل البعيد، خاصة فيما يتعلق "بماذا نريد نحن" أو إلى أين نريد الوصول، بعيداً عن الشعارات التي تنادي بـ"حل الدولتين".

خطة كيري، أو ما اصطلح على تسميته هكذا، هي أول ما يلوح في الأفق، فالسلطة الفلسطينية وإن تبدو في الظاهر رافضة، لم تعلن، ولا تملك خيارات كثيرة، وإن كانت الشعارات الرنانة موجودة باستمرار، أما دولة الاحتلال، فترفض الخطة، وتُصر على اعترافنا بيهوديتهم التي يبدو أنهم أنفسهم يشكّون فيها، ووسط هذه المعمة تبرز دلالات التصعيد الإسرائيلي.

يبدو أن الأمور تشمي في اتجاهين اثنين لا ثالث لهما، فإما انتفاضة جديدة، وإما اتفاق يُنهي القضية إلى الأبد، أو إلى أمد بعيد على الأقل، وفي الحالتين، علينا التفكير والعمل سريعاً على استراتيجية، وإن لم توصلنا إلى بر الأمان، تساعدنا على أقل تقدير من معرفة الطريق، كي لا تضيع سنوات أخرى طويلة ونحن ليس مكانك سر، وإنما للخلف دُر!!!