موقع الصحفي فادي أبو سعدى

مشاهدات على هامش المنتدى العربي الرابع للصحافة الحرة!

فادي أبو سعدى

كم من الجميل أن تلتقي زملاء المهنة من كل الوطن العربي، وكم من المهم أن نتشارك في التجارب الإعلامية المعقدة جداً في هذا الوطن الكبير، وكم هي أهمية المكان الذي نلتقي به عندما تكون "بيروت" متصدرة الحريات إلى حد كبير بين بلادنا، لكن المفارقات ترفض دائماً أن يكتمل ما هو جميل، ومفيد ومهم في ذات الوقت، وهو أمر اعتدنا عليه بالاجمال رغم أملنا بأن لا يحدث دائماً بذات الطريقة التي نتوقف ونتحدث عنها كلما التقينا.

من سخريات القدر أن ينعقد المنتدى "العربي" الرابع للصحافة الحرة في بيروت، لكن بتنظيم من غير العرب، وبدعوة من غير العرب، وبعدم وجود أي من الصحفيين اللبنانيين كمشاركين، لا بل والأسوأ عدم حضورهم حتى للتغطية! كان الأمر يستحق التوقف والتساؤل لماذا!

رغم وجود 60 مليون مستخدم للانترنت في الوطن العربي، ورغم عدد المدونين الكبير الذي وصل إلى قرابة 750 ألف مدون ومدونة في وطننا الكبير، إلا أننا لا زلنا دون تأثير على الصعيد الدولي، حتى أننا وبرغم بعض النجاحات للإعلام المحلي في هذا البلد أو ذاك، لا زلنا غير منظمين ونفتقد للكثير من التنسيق، خاصة بوجود ما رغب بعض المشاركين بتسميته "شرطة الانترنت" في العالم العربي.

في أحدث دراسة نفذها قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية في بيروت، تبين أن اتجاه الشباب العربي وحسب العينة التي شملت لبنان والإمارات والأردن، يتجهون بقوة نحو استخدام وسائل الإعلام خاصة الحديثة منها كالشبكات الاجتماعية، لكن الاستخدام يذهب في اتجاه الترفيه فقط، وليس الاستفادة والافادة، وهو أمر يستوجب التفكير ملياً عندما نتحدث عن جيل الشباب الذي نبني عليه آمالاً بالتغيير في المستقبل!

بعض الاقتراحات قدمت لتحسين واقع الاعلام خاصة الالكتروني منه في الوطن العربي، تمثلت بالمطالبة بتشجيع المهنية، والعمل على بناء مؤسسات للإعلام الالكتروني، وتوعية المواطنين بأهمية الاعلام، رغم مداخلة قدمها أستاذ للصحافة من لبنان بالقول "كيف نقوم بتوعية المواطنين في حين أن الاعلاميين هم من يريد التوعية كونهم يعتمدون بشكل رئيس على المواطن في مصادرهم، فأيهما يريد التوعية!

اليمن، تونس، وسورية تصدرت دول قمع الحريات في بلادنا، وظهر لنا ومن خلال أحد المشاركين السوريين، أن هناك أكثر من 300 موقع محجوب في سورية، وحوالي 70 موقع كردي معارض، و60 موقع معارض لسورية، فكيف لنا أن ننهض بالإعلام ونتحدث عن الديمقراطية بكل قيمها بينما هذه هي حقيقتنا؟

كافة التجاريب الإعلامية في الوطن العربي جديرة بالاهتمام، بايجابياتها وسلبياتها، بنجاحاتها واخفاقاتها، وقد مر من الوقت ما يكفي، ليس لإعادة النظر وتقييم هذه التجارب وحسب، وإنما لاتخاذ خطوات عملية على الأرض للنهوض بهذه الصناعة الهامة على مستقبلنا، وتطورنا، وحتى تصل إلى مستوى حقيقة ما تسمى بالفعل في دول أخرى، لتكون "السلطة الرابعة" والرافعة لنا في العالم أجمع، فهل من الممكن ذلك!