تغيير اللغة
إغلاق المحطات المحلية ورد الفعل السيء لنقابة الصحفيين
فادي أبو سعدى
لا زالت تفاعلات قضية إغلاق بعض محطات الإذاعة والتلفزة المحلية في الضفة الغربية على خلفية دفع الرسوم واستيفاء متطلبات الترخيص تأخذ حيزاً لا بأس به، فبعد إغلاق عدة محطات في كل من محافظتي جنين ونابلس، تعالت الأصوات، وكثرت الاقتراحات، لكن السيء في الأمر كان فردية الحل أو حتى البحث عنه من قبل البعض، فمنهم من حل قضيته فراداً ومنهم البعض الآخر من توصل إلى اتفاق يقيه الإغلاق على أن ينهي ما هو عالق، ومنهم من بقي في همه دون أن يعرف كيفية التصرف.
الملفت في الأمر أن البعض تحدثوا في الأمر واتفقوا على فكرة اعتصام أمام مقر رئاسة الوزراء في مدينة رام الله، في محاولة لحلحلة الأمر على أعلى مستوى، عله يقود إلى اتفاق أو إلى تخفيض مبلغ الرسوم المباهظة بحسب ما يراه أصحاب هذه المحطات، وتم الاتفاق بحسب ما علمت على أن يكون الاعتصام هذا اليوم "الاثنين" كونه يصادف انعقاد جلسة مجلس الوزراء عل ذلك يفيدهم، "ذلك طبعاً قبل أن يعلن عن جلسة مجلس الوزراء في مدينة الخليل".
الغريب في الأمر كان ردة فعل بعض ممن تم انتخابهم "لمجلس نقابة الصحفيين" في الانتخابات الأخيرة التي جرت في مدينة رام الله، حيث قيل لي أنهم اعترضوا على الفكرة بحجة أنهم يريدون "التخطيط الجيد" للأمر! وليس التعامل مع الأمر كردة فعل فقط، لا بل وذهب الأمر كي يجيبون بالقول "بأن يوم الاثنين سيكون ماطراً فدعونا ننتظر اسبوعاً آخراً" متناسين أهمية الوقت في هذا الأمر وخسارة المحطات الميتة أصلاً لشدة التنافس "الإعلاني" وسوء الوضع الاقتصادي في البلد!
الأمر الأكثر غرابة حين ردوا بأننا وفي ظل التنسيق الجيد لانجاح الاعتصام، علينا أن نحصل على ترخيص مسبق من الشرطة الفلسطينية للاعتصام، وهنا لا أنتقص من موقع الشرطة في البلد، بل أستغرب هذه الحجة كي نعطل اعتصاماً هاماً مثل هذا يخص الاعلام المحلي، مع علمي أن الاعتصام، خاصة وأننا لسنا حزبا سياسي، لا يراد له مثل هذا التصريح المزعوم من أية جهة كانت.
صحيح ما قيل سابقاً أن "باب النجار مخلع" والمشكلة أننا لسنا في زمن "عبد الناصر" فزمن الكبار قد ولى بلا رجعة، وليس بهذا الشكل أو بردة الفعل تلك نحافظ على جزء منا، ونحافظ على إعلامنا المحلي، ولسنا هنا بصدد الدفاع عن المحطات المحلية ضد مبدأ الدفع للرسوم، أو استيفاء ما يلزم لنصبح كما يريد القانون أن نكون، لكننا بصدد الحديث عن رد فعل لا يحترم قيمة الإعلام المحلي في بلدنا، ولا ينفع تطوره واتقائه إلى ما هو أفضل.
إلى متى سننتظر انعقاد أول جلسة لمجلس النقابة الجديد، أو الإعلان عن اسم النقيب الجديد؟ ومتى ستكون نقابتنا قادرة على الوقوف قلباً وقالباً إلى جانب الإعلام المحلي ومشاكله في البلد؟ ولماذا يراد للبيروقراطية أن تستمر إلى ما لا نهاية خاصة في نقابتنا؟ عليكم التحرك سريعاً لحل هذه المشكلة والاستعداد لمشاكل أكبر من ذلك بكثير في ظل وضع إعلامي معقد على كل الأصعدة، فهل تستطيعون ذلك بينما لم تستطيعوا بعد عقد جلسة لكم!